غدا لمن سنصوت؟ سؤال يطرح نفسه بإلحاح على المواطنين المغاربة الذي بات صوتهم أغلى من الذهب، وهم يشاهدون هاته الحملة المسعورة التي تحاول استمالة أصواتهم بشتى الطرق والوسائل، المشروعة منها والغير مشروعة. وفي إطار حملتها لفضح الخروقات الانتخابية، رصدت جمعية المدونون المغاربة مجموعة كبيرة من الخروقات وضعتها في مواقع أنشأتها لهاته المهمة، وهذا واحد منها:
ناهيك عن المهازل التي يرصدها كل يوم المواطن المغربي وهو يشاهد المسيرات بمختلف أطياف منتسبيها تجوب الأزقة والشوارع رغبة في اقتناص أصوات ثمينة تزيد من حظوظه في الفوز. لكن المهزلة أن أغلب هاته المسيرات لم يظهر فيها المرشحون الموجودون في اللائحة، بل مجموعة من الأشخاص بعيدون كل البعد عن العمل السياسي، ويظهر من طريقة حديثهم أنهم لا يفقهون في الانتخابات شيئا، اللهم إلا فرصة لجمع الأموال خلال أيام الحملة فقط، فهناك أحزاب تخصص لكل واحد يشارك في المسيرات التعبوية 80 درهم للشخص، وهناك من خصص 100 درهم، وهناك من خصص 200 درهم إلى 300 درهم حتى يضمن أكبر عدد ممن يبحثون عن دراهم معدودات، تساعدهم على مقاومة شظف العيش. ومن خلال معاينتي لمجموعة من الحملات، وجدت أن غالبيتهم من الأطفال القاصرين والنساء القاطنين بدور الصفيح، تغلب عليهم الأمية والجهل، حتى أنهم يصرخون بحماسة منقطعة النظير، وإذا سألتهم عن المرشح من هو، يجيبون بأنه صاحب الرمز الفلاني، حتى اسمه لا يعرفونه، المهم همهم فقط هو ملء الجيوب من تلك الدراهم المخصصة طيلة أيام الحملة. وما زاد الطين بلة، أن بعض المرشحين في اللوائح تلاميذ وعاطلين ومصابين بأمراض عقلية، وعمال مياومون، ومستخدمين، وربات بيوت، بالله عليكم، هل هؤلاء هم الأطر المعولة عليهم حمل شمعة الإصلاح والتغيير ونهضة الجهات التي تقبع تحت نفوذهم ..
يبق هذا تساؤل يحمل علامات استفهام وتعجب كبيرة، يحاول عقل المواطن المغربي الإجابة عنه وتقبله..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق