الحرية لعلي أنوزلا

السبت، 31 يوليو 2010

إلى متى؟؟


بينما كان أحمد يستعد للذهاب لعمله، وهو في طريقه إلى الباب، سمع عبر المذياع نبأ قتل الجيش الصهيوني لمتضامنين مع الشعب الفلسطيني على متن سفينتهم، لم يصدق ما سمعه، فشغل التلفاز فإذا به يرى صورا مباشرة لجنود مدججين بأسلحة رشاشة وقنابل مسيلة للدموع تقتحم السفينة عنوة، وجرحى وقتلى هنا وهناك..

استشاط غضبا، ونسي أن عمله ينتظره.. أخذ علما فلسطينيا كان يحتفظ به في أحد أدراج مكتبه، وغادر منزله متجها نحو تمثال الحرية وهو يردد غير عابئ بالمارة: "اللهم إن هذا منكر.. بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.."، لم تمض دقائق حتى التحق به جمع غفير من المنددين بهاته المجزرة، وأخذوا يهتفون بحياة الشعب الفلسطيني، ويستنكروا تخاذل الأنظمة العربية وتجاهل الدول الغربية لما حدث.


تمت


ملحوظة: هاته المساهمة، كانت امتثالا لنداء الهيئة الدولية الالكترونية لنصرة فلسطين بجعل اليوم: يوما عالميا للتدوين من أجل أسطول الحرية. وسأقوم، بحول الله وقوته، بنشر الجزء الخامس والأخير من قصتي "قناعة امرأة" غدا الأحد بحول الله..

الخميس، 29 يوليو 2010

قناعة امرأة -الجزء الرابع-

لمن فاتته قراءة الأجزاء السابقة، إليكم روابطها:


**********

ابتسمت بمكر وقالت لها: أعرف رجلا لديه بركة عجيبة، يحُلّ جميع العقد في زمن قياسي حتى بات مشهورا في داخل الوطن وخارجه، ألا تعرفينه؟
أجابتها سهام والدهشة تعلو محيّاها: "لم أسمع عنه من قبل، فلست من هواة التلفزة أو قراءة الجرائد، كل ما يستهويني الأعمال اليدوية، ولدي ورشة صغيرة في مرآب منزلنا أصنع فيها بعض المنتجات وأبيعها".
عجيب أمرك، أول مرة أسمع عن شابة لا تشاهد التلفاز. ألا تعلمين أنه يظهر في العديد من القنوات الفضائية، وأغلب الجرائد والمجلات تتهافت لنيل سبق الحديث معه؟
قاطعتها سهام بنبرة تحمل الكثير من الشوق: وهل تظنين أنه سيجد حلا لمعضلتي؟ آه لو فعل لأكرمنك غاية الكرم.
تهللت أسارير السيدة لكنها لم تبدِ ذلك، وقالت لها بيقين تام: كلّي ثقة في أن هذا الرجل سيكون سببا لسعادتك، وستدعين لي".
إذن هيا بنا، فلا أطيق صبرا للقياه.
على رسلك يا بنيتي، فسِنّي لا يسمح لي بالركض أو الهرولة.
توجهتا سوية نحو حي راقٍ من أحياء المدينة. من بعيد رأت سهام صفا طويلا من الناس ينتظرون خارج إحدى الفيلات الفارهة، فسألت السيدة: ما بال هؤلاء واقفون أمام ذلك المسكن، أهو مستشفى خصوصي؟!
ضحكت السيدة وقالت: يمكنك أن تقولي هو مستشفى، لأن من به يشفي كل مريض ويساعد كل من يحتاج لمساعدة، إليه نتوجه الآن عساه يساعدك يا بنيتي ويحقق مرادك.
أسرعت سهام الخطى حتى وصلت إلى المنزل، فأخذت دورها كغيرها وهي مشدوهة مبهورة بكل هذا الكم من الناس الذي ينتظر.
دخلت إلى الفيلا، فرأت صالة شاسعة كتب على بابها "قاعة الانتظار" ، وفتاة جميلة تجلس على مكتب وتوزع أرقاما على الحاضرين، وشاب ينادي في أقصى القاعة على الأرقام، كل من يسمع رقمه يتجه مباشرة إلى الغرفة التي بها الرجل المُهاب، يجلس برهة من الزمن ثم يخرج وعلى وجهه علامات الرضا والحبور.
انتظرت سهام ما ينهاز الساعتين، وأخيرا سمعت رقمها، فتوجهت مباشرة إلى الغرفة التي دلها عليها الشاب.. دخلت على استحياء وهي تحس برهبة وقشعريرة تعمُّها. أطرقت ببصرها الأرض وسمعت صوتا في أقصى القاعة يطالبها بالجلوس على أريكة فاخرة. نفذت الأمر دون تردد، وسمعت الرجل يقول لها: مرحبا بك آنسة سهام، كيف حالك؟
أخرست المفاجأة سهام وأخذت تخاطب نفسها: كيف عرف اسمي وهو لم يرني من قبل؟؟ أظن أنه إنسان متمكن، ويعرف كل شيء . انتبهت لشرودها، فقالت له: أنا بخير سيدي والحمد لله، أتيتك راجية..
قاطعها قائلا: أعرف سبب مجيئك، وتأكدي أن مرادك سيتحقق بعد مدة قصيرة، فحالتك ليست بالعسيرة كما تتصورين.
رقص قلب سهام فرحا عند سماعها هذا الكلام، وشاهدته بطرف عينيها يتمتم بعض الكلمات غير المفهومة ويكتب على ورقات صغيرة بعض الطلاسم الغريبة، ثم قال لها: "خذي هذه الورقات واحرقي كل ورقة على حدة أمام بيتكم عند شروق الشمس مباشرة لمدة أسبوع كامل، بعد ذلك عودي إلي كي أعطيك وصفة أخرى، وإن شاء الله سيسعد قلبك بالنتيجة" .
خرجت سهام وهي مبتهجة، وذهبت مباشرة إلى الفتاة التي بالاستقبال، وأعطتها مبلغا لا بأس به من النقود كان بحوزتها، ثم عادت أدراجها للمنزل.
قامت بتنفيذ كلام الرجل بحذافيره، فكل صباح عند الشروق مباشرة تخرج أمام منزلها وتحرق ورقة من الورقات المطلسمة، ثم تعود إلى الداخل خلسة حتى لا يسمعها والدها ويوبخها، لأنها تعلم أنه يكره مثل هؤلاء الأشخاص كرها شديدا.. مرّ أسبوع كامل أحرقت فيه جميع الورقات، ثم عادت إلى الشريف كما أمرها. دخلت عنده وأخبرته بما قامت به بالتفصيل الممل. أثنى على عملها، وطلب منها هاته المرة ذبح ديك أسود أمام منزلها، وشرب بعض من دمه، ورش الباقي على جدران باب منزلها وفناءه.. رضخت لأمره دون مناقشة كمن سُلِبت إرادته. ذهبت للسوق واشترت ديكا أسودا، ثم أخفته في مرآب منزلها، وفي الصباح الباكر قبل الشروق، أخذت سكينا حادا من المطبخ ثم أمسكت بالديك وأخرجته لباب منزلها، قبل أن تذبحه، سمعت صوتا قويا من الداخل يقول لها: ماذا تفعلين عند الباب في هذا الوقت المبكر؟
ألجمتها المفاجأة فأسقطت سهام السكين وأطلقت الديك، فاستدارت وهي ترتعد من شدة الخوف.. رأت والدها مقطبا جبينه ومشبكا أصابعه على كرسيه المتحرك، فقالت بصوت متلعثم: لا شيء أبتاه، لم أفعل شيئا.
وما الذي كنت تحملينه، أليس ديكا أسودا وسكينا؟
آآآ.. نعم.. نعم.. لكن..
لكن ماذا.. اقتربي مني هيا بسرعة..
هرولت سهام نحو والدها، وعرق شديد يتصبب من جبينها كشلال ودقات قلبها تتسارع كمن كانت في عدو سريع.. وقفت أمامه وهي تلهث من التوتر والخوف، فقالت له: ها أنا ذا يا أبتاه..
أدنو مني بنيتي لا تخافي..
دنت منه وأسنانها تصطك، فاستجمع والدها الشيخ كل قوته
و
يتبع..

الأحد، 25 يوليو 2010

قناعة امرأة -الجزء الثالث-

لمن فاتته متابعة الأجزاء الأولى، إليكم روابطها:


**********

توجهتا سوية نحو الصالة، قدمت لها الشاي مع صحن من الحلوى، فبادرتها سهام بالسؤال: خالتي فاطمة، هل من جديد، لقد مر شهر ولم أتلق أي جواب منك؟ أجابتها الحاجة فاطمة بنبرة يشوبها الأسى والحسرة: لا يا بنيتي، لقد عرضت صورتك على العديد من الشباب، لكن سمعتك الأولى سبقتك، والكل أجمعوا على أنك مغرورة لا تأبهي إلا لنفسك فقط.
انتفضت سهام قائلة: كيف هذا، ألم أتنازل عن تلك الشروط الصبيانية.. ألا يعلمون أني أصبحت فتاة ناضجة تبحث عن شريك يحبها ويحنو عليها؟؟
أعلم يا بنيتي هذا، لكن ماذا تقولين لشباب اليوم، يبحثون عن الجمال أولا ثم الأخلاق ثانيا، واعذريني فأنت لم تعودي كما كنتِ.
انغرس خنجر حاد في قلب سهام عند سماعها هذا الكلام، وأخذت تتحسس وجهها بشكل غريزي، فانسلت من عينيها دموع حارة أزالت كل مظاهر التبرج الذي كانت تخبئ من ورائه آثار الزمن على ملامحها.
لم تدر الحاجة فاطمة ما تقول، سوى أنها وعدتها بعمل المستحيل من أجل إيجاد زوج يرغب بها.
تركتها سهام، وهي تكفكف دمعها، وخرجت لا تلوٍ على شيء. سارت بين الأزقة لا تدري كم من الوقت ولا إلى أين المسير، كان عقلها يراجع كل تصرفاتها القديمة، وتندب حظها العاثر وتلوم أبويها اللذان لم ينصحاها ويرشداها للطريق الصحيح آنذاك، لو فعلوا لكانت الآن بين أحضان رجل يحبها وتحبه، وأطفال يلعبون بقربها و تلاعبهم..
بينما هي شاردة الذهن، إذا بسيدة تلتحف السواد تقطع طريقها، وتقول لها بابتسامة غريبة : ما بك يا بنيتي، رأيتك شاردة وحزينة، عساك بخير.
رفعت سهام بصرها بتثاقل، وتفحصت السيدة جيدا، وقالت لها: لا يا خالة، أنا بخير.. لا تأبهي لي واتركيني لحالي..
ازداد فضول السيدة فقالت لها: أتركك وأنت في هاته الحالة، قلبي لا يطاوعني، بثي لي همك، فربما أستطيع مساعدتك.
أخذت سهام تحكي لهاته السيدة قصتها بالتفصيل الممل حتى وصلت إلى الخاطبة، هنا قالت لها السيدة: لقد ارتكبت خطأ كبيرا بذهابك لهاته المرأة، الخاطبة في أيامنا هاته لا تحقق نجاحا كبيرا، إن أردت سأدلك على حلّ ستشكريني عليه طوال حياتك..
ظهرت اللهفة على سهام، وقالت لها: آتيني بالحل يا خالة، وسأكرمك غاية الكرم إن تحقق المراد..
قالت السيدة بمكر...
و
يتبع

الخميس، 22 يوليو 2010

قناعة امرأة -الجزء الثاني-


قرعت الباب بتردد وخجل، فسمعت صوتا من الداخل يقول: "من الطارق؟"، أجابت: "أنا سهام، ابنة الحاج محسن".

استغربت الحاجة فاطمة من قدوم سهام، وقالت في نفسها: "عجبا، ما الذي تريده هاته الفتاة المغرورة؟" فتحت الباب ورسمت على وجهها ابتسامة عريضة وقالت لها: "مرحبا بابنة الحاج محسن، أرجو أن يكون بخير".


"الوالد بخير والحمد لله"

"أية خدمة يا بنيتي"

احمرت وجنتا سهام وأطرقت بنظرها الأرض، ففهمت الحاجة مقصدها بعينها الخبيرة، وقالت بخبث: "آه، فهمت، تبحثين عن فارس الحصان الأبيض.. لا عليك سأجده لك ولو كان في آخر الدنيا، لكن لي طلب واحد". اختفى الخجل فجأة، وظهرت اللهفة على سهام وهي تقول: "أطلبي ما تشائين، المهم أن تعتري لي على رجل أستظل بظله ويكون سكنا لي".
قالت الحاجة فاطمة: " إن وجدت شابا، إياك ورفضه كما كنت تفعلين في الماضي".

أجابت سهام بنبرة تنم عن ندم شديد: "كنت طائشة ولم أعِ أن تلك التصرفات كانت خاطئة، وأني سأندم عليها يوما".

اتفقتا على أن تكلمها الحاجة إن ظهر عريس في الأفق. مرّ شهر على اللقاء ولم يرن هاتف سهام، فبدأت الشكوك تساورها، عقدت العزم على أن تذهب إليها وتستفسر عن الأمر. لبست ثيابا جميلة، وقبلت جبين والدها، وقالت له: "أدعو لي يا أبي أن أجد ضالتي عند الحاجة فاطمة"، ثم خرجت. وصلت لمنزل الخاطبة فدقت الباب، بعد برهة من الزمن سمعت صوتها يقول: "من الطارق؟" أجابت سهام: "هذا أنا". فتحت الحاجة فاطمة الباب بهدوء وابتسمت في وجهها بود، وقالت لها: "تفضلي بالدخول يا بنيتي". توجهتا سوية نحو الصالة، فقدمت لها الشاي مع صحن من الحلوى..


و

يتبع

الأحد، 18 يوليو 2010

قناعة امرأة


عُرفت بجمال أخاذ، عندما كانت في عقدها الثاني، حسدتها عليه كل فتيات القرية، وكان الشباب يتهافتون عليها يرجون ودها، ويأملون الارتباط بها، لكنها كانت ترفض كل من تقدم لها لأسباب واهية، فهذا لا تعجبها ضحكته، وذاك نحيف البنية ولا يهتم بهندامه، وآخر لا يتقاضى أجرا مرتفعا ولا يملك بيتا كبيرا، إلى غير ذلك من الأسباب اللا منطقية حتى دب اليأس في الخُطّاب، فانصرفوا عنها الواحد تلو الآخر، فبات منزلها مهجورا لا يُسمع فيه سوى حفيف الأشجار التي تزين فنائه، ووالدها المقعد بسبب المرض. مرت السنون وبدأ الزمن يرسم خطوطه على ذاك الوجه النضر الذي كان محط الأنظار ويسلب الألباب. حاولت أن تخفي تلك التجاعيد بشتى الوسائل إلا أنها فشلت، فلا أحد يستطيع أن يوقف الزمن عن زحفه. أخذت تنظر في المرآة إلى نفسها بحسرة شديدة وهي ترى جمالها طمسته الأيام والسنوات، ذلك القوام الرشيق تكسدت فوقه دهون وترهلات جعلتها أكبر من سنها بكثير، وها هي الآن اقتربت من عقدها الرابع، وبدأت ساعتها البيولوجية تنذرها بالخطر. عقدت العزم على التخلي عن كل معتقداتها في اختيار الشريك، وهي التي كانت تترفّع عن الكل، فاستقر عزمها على الذهاب إلى سيدة يدعوها الجميع بالخاطبة كانت مقصد كل من يبحث عن نصفه الآخر.

قرعت الباب بتردد وخجل..


و


يتبع


الأحد، 4 يوليو 2010

كيف تقرأ كتابا لا تريد قراءته ؟؟

جاءت حملة "صيفي مع كتابي" حتى نغير روتين الصيف، من صيف لهو وضياع وقت إلى صيف معرفة وثقافة. لكن، المشكلة أن هناك مجموعة من الناس لم يحملوا في حياتهم كتابا إلا ما كان مقررا لهم في مراحل دراستهم، فلا تكاد تراهم يحملون كتبا أخرى لا تدخل في ذلك النطاق إلا نادرا جدا. لهذا ارتأيت أن أبحث عن محفزات لكي أجعل هؤلاء الذين لم يعتادوا على القراءة الثقافية أو الموسوعية أو الخارجة عن المقررات الدراسية، فوجدت هاته الأشرطة المرئية التي أسأل الله تعالى أن تكون لهم حافزا وتذيب ذلك الجليد القابع على عقولهم، ويحببهم في المطالعة العامة. ولا أنسى أن أشكر في هذا المقام من وضع هاته المرئيات حتى يتسنى للجميع رؤيتها..