الحرية لعلي أنوزلا

الأحد، 9 سبتمبر 2012

عذرا شارون.. فقد ظلمناك





نعم، عذرا شارون، فلست قاسي القلب كما كانت تصور لنا أجهزة الإعلام. ي أي نعم كنت تقتل الفلسطينيين بمختلف أعمارهم دون أن تأخذك فيهم رحمة أو شفقة، هذا لأنك صهيوني، وكل ما تقوم به نابع من إيمانك بأن شعبك هو شعب الله المختار، وما دونه إلى الجحيم.
عذرا، فقد ظهر جبار فاقك في القمع وسفك الدماء. ظنناه واحدا منا، يتألم لآلامنا، ويبذل ما في وسعه من أجل راحتنا، حتى إذا أشرق الربيع العربي، وظنناه سيسعد كما سعدنا، إذ ظهر الشيطان داخله، وكشّر عن أنياب الذئب فيه، فلم نعد نميز بين آدميته وحيوانيته.
كنا نتوسم فيه خير البلاد والعباد، فما رأينا بلادا، ولا رأينا عبادا، اللهم أنقاض بنايات كانت إلى وقت قريب شاهدة على تطور فن العمارة، وجثتا لأناس كانوا يسمّون مواطنين.
ظنناه سيُطور الوطن إلى أحسن، لكن عاد به القهقرى.. إلى قرون العصر الحجري، فما ترك شجرا ولا حجرا إلا دمّره بآلاته الحربية، حتى الإنسان والحيوان لم يسلما من بطشه. اعتبر نفسه إلها، فعبده أتباعه، وصلّوا بحمده، ونسي أو تناسى أن هناك إلها فوقه هو أقوى وأبقى، يمهل ولا يهمل، سبحانه.
لم يشفع لديه استغاثة المستغيثين، ولا صراخ الأطفال، ولا دموع النساء، على كف أذاه وزبانيته.. بل استمر في طغيانه، وقمع كل صوت حر رفض الركوع والسجود إلا للواحد الأحد. أزهق أرواح كل غيور على الوطن، وكل رافض للظلم والقهر، بدم بارد، بضمير ميت.
كان العالم فيما مضى يسمع عن عِبق ياسمين دمشق، وآثار حمص الشاهدة على حضارات عدة، وحلب التي اعتبرت من أقدم مدن العالم، ودرعا، ودير الزور، واللاذقية، وغيرها.. والآن أصبح شاهدا على خرابها، فلم تعد هاته المدن والقرى كما كانت، خضراء نضرة، بل أصبحت أطلالا تبكي أمجادا غابرة، تسكنها جثت هامدة لأطفال، وشيوخ، ونساء، ورجال، وأحراش وجرذان.
عذرا شارون، فبشار فاقك شرا، واستأسد على شعبه.