الحرية لعلي أنوزلا

الخميس، 2 أغسطس 2012

دراسة نقدية لقصة "خلف الأسوار" -1-





لقد أسعدني كثيرا، أن وجدت أستاذي الغالي "أحمد خيري" من جمهورية مصر العربية، شرفني بدراسته النقدية لقصتي "خلف الأسوار"، وقد تعرفت عليه منذ أزيد من ست سنوات في أحد المنتديات العربية، فكان له الفضل في ولوجي لعالم القصة القصيرة، بتشجيعاته، وملاحظاته..
وأعتبره من كبار كتاب القصة القصيرة والمقال في كل المنتديات العربية، فهو موسوعة كبيرة، ما شاء الله، في جميع الميادين، ولديه بعد نظر، وقراءة خاصة يمتاز بها عن أقرانه..

سأترككم الآن مع الدراسة النقدية لأخي الحبيب "أحمد" والملقب ب"أحمد كوستر" في المنتديات.
*****************
كما وعدتك أخي وصديقي الغالي " خالد أبجيك " أن ردي سـيكون مع خاتمة رائعتك القصصية .. 
واعتذر في نفس الوقت على تأخري في الرد كذلك .. 
خلف الأسوار .. والقصة تبدأ من عنوانها، وتتحدث عن نوعين من الغربة والعزلة في نفس الوقت .. 
من ناحية نرى غربة الشاب في وطنه الذي لا يجد فيه لقمة عيشه .. فـ يسعى إلى تغريبة الهجرة والخروج من الوطن .. وهناك كذلك عزلة فرضها على نفسه .. بـمكوثه خلف شاشات الكمبيوتر والعالم الافتراضي .. أثناء "بطالته " وتحينه لـ فرصة العمل الخارجية .. هنا نرى الأسوار تظهر في شرنقته الأولى قبل أن يخوض غمار العمل، ومغامرة السفر إلى الخارج.. 
نفس الشيء بالنسبة للفتاة المحبة " سعاد "، حيث فرضت على نفسها عزلة أو سورا تصنعه هي بحبها لهذا الفتى الذي لم يتحدد مستقبله بعد .. فـتؤثر به على نفسها .. وتفرض سورا أو سياجا لمن يتقدم ويريد خطبتها .. 
نرى الأسوار في حياة الفتاة " سعاد " متجلية بعد سفر الحبيب "كريم"، واعتقد أن "أسوارها " كانت اشد قسوة من سياج سجنه الذي حدث فيما بعد .. 
الأسوار الثانية كانت في علاقته المطمورة مع رفيقته الايطالية " ماريا " .
ورغم أن الكاتب جعل " كريم " يشعر في النهاية انه كان يحبها .. ولكن من خلال القصة فهمنا غير ذلك .. فهو برغم كل شيء لم يكن ينظر إليها، اللهم نظرة صداقة او زمالة .. برغم أن البديهي أن الرجل يشعر بالحب ويصرح به حتى قبل المرأة " التي يمنعها حياءها أن تعلنه قبل أن تسمعها من الرجل " .
واعتقد أن " كريم " لم يحب " ماريا " كما انه لم يحب " سعاد " كذلك .. فهو كان طموح لدرجة أنسته أن هناك قلبا ينتظره في الوطن، ويتجاهل رسائلها، ويتقاعس في الرد عليها، وربما -أو هكذا أراه- أعماه الطموح أيضا عن مشاهدة هذا الحب "القريب منه المتمثل في شخصية ماريا " .
القصة فيها تشابه نوعا من رواية الكاتب أنيس منصور "ومن الذي لا يحب فاطمة "، خاصة في شخصية " ماريا " وإخلاصها، وحتى تضحياتها، وتعمدها إغفال نفسها وحبها "بعد قراءتها لـ رسالته لـ حبيبته ".
وهذه ملاحظة آخذها على الكاتب،  فـالمفترض انه كتب الخطاب باللغة العربية، أو ربما استخدم الفرنسية بما أنها اللغة الثانية لـأهل المغرب .. فـكيف لـ ماريا أن تفهم العربية أو الفرنسية وهي تتحدث الايطالية فقط؟! هنا الكاتب اغفل اللغة التي كتب بها الخطاب ..وكذلك اللغات التي تتحدث بها ماريا .. 
كذلك كانت هناك بعض الملاحظات " يوتوبيا الحياة في الخارج "، أو المدينة الفاضلة التي وجدناها في القصة. "
فعلى سبيل المثال قلما نجد أن موظف مبتدئ سافر إلى الخارج، وحصل على الامتيازات التي حصل عليها " كريم " من اليوم الأول .. وكل الشخصيات الودودة هذه .. لا تجدها في أرض الواقع .. بل يكون هناك فترة لـلتعارف والدراسة، وأحيانا التوجس وخلافه .. بـاستثناء " هذا الموظف الذي تربص به"..
نوعية القصة التي قرأنها .. هي حالة بين القصة الطويلة والرواية .. وأحمد الله أن قرأت اخبرا قصة طويلة لأحد الأصدقاء ممن عرفتهم عبر المنتديات .. بـاستثناء الحبيب "اشرف كمال"، و هكذا دخل الحبيب " sohba " بوابة النوفيل الطويلة من خلال مدونته .. 
وهى مترابطة ومتماسكة كثيرا من حيث السرد، واللحمة، والحبكة ، والحوار، والأحداث .. هذا ما يجعلها أشبه بالرواية أيضا .. 
وهي كذلك تعبر عن حالة من الفنتازيا الرومانسية التي يتخللها شي من الواقعية .. بـاستثناء التعويض المالي الضخم، وهو الشيء الواقعي الوحيد في القصة، حيث أن من القوانين الصارمة في الغرب تعويض كل من يضر ويدان ظلما في قضية تمس الشرف، وقد تصل هذه التعويضات إلى أرقام فلكية. 
وكذلك شخصية " سعاد " التي أراها منطقية نوعا .. بـاستثناء لقاءها مع "كريم " في الفصل الأخير، وكذا انقلاب حماتها عليها بدون مناسبة .. إلا إذا كانت هناك فقرة "تجاهلها الكاتب في العلاقة بين الحماة وزوجة الابن، وجعلها مبهمة حتى يستنتج القارئ ما بين السطور، وهذا شيء يتنافى مع هذا النوع من القص الروائي.
كانت لغة الحوار الرومانسي التي تناسب طبيعة صديقنا " خالد " الودودة. الرومانسية غالبة وحاضرة، ولاحظنا ذلك في خطابات وحوارات كل من "كريم  وسعاد" .
أما الخاتمة فهي أربكتني كثيرا .. فهو تأرجح بين حنينه لـ حبيبته السابقة، وربما أراد أن يغلق باب العلاقة " فكان تكفله بـ جراحة " كريم " الصغير، وعلاقته بـماريا ، والتي كانت من خلال القصة كما يكتبها صديقنا "خالد" مارية ، واعتقد انه اختار الاسم وكتبه هكذا حتى تكون قريبة، أو هكذا رأيتها، من السيدة " مارية القبطية رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم" .
الحبيب " خالد"..
كنت هنا في قصتك الروائية .. وهى فيها الكثير ما يقال حقا، ولكنى اكتفى بما كتبته ..
وأشكرك على دعوتي للقراءة في مدونتك الجميلة بكل ما تحتويه .. 
وأتمنى أن أكون قد وفيت بـوعدي في الرد عليها بما يرضيك.. 
وكل عام وأنت بألف ألف خير ..
تحياتي 
أحمد خيري

********************
* ملحوظات:
- لقد وضعت رقم واحد على عنوان هاته التدوينة، لأني مازلت أنتظر دراستين نقديتين وعدني بها كل من الحبيب الغالي "حميد مهراد" صاحب مدونة "قلم ثائر"، والحبيب الغالي "رشيد أمديون" صاحب مدونة "همسات الروح والخاطر".
- اسم "Sohba" الذي ذكره أستاذي أحمد، هو اسمي المستعار في بعض المنتديات العربية.



هناك تعليقان (2):

  1. فكرك منظم يا كوستر وملاحظتك قوية ..

    ربما كانت هذه هي زيارتي الأولي لهذه المدونة .. ولكنها حتماً لن تكون الأخيرة
    فالمرء يقابل أحياناً من يظن في نفسه القدرة على التدوين .. وهم كثير
    ولكنه يأتي عليه يوم - مثل هذا اليوم - يقابل فيه من يلتهم كلماتهم المكتوبة التهاماً
    شكراً لك على العرض الرائع :)

    ردحذف
  2. جميل ،
    و نقطة الخطاب أيضًا أثارتني أنا أيضًا !

    ردحذف