الحرية لعلي أنوزلا

الخميس، 17 مارس 2011

يوم مشهود للأطر المجازة المعطلة


على الساعة الثامنة والنصف صباحا، بدأت وفود الطلبة تتدفق أمام مقر الاتحاد العام للشغل بالعاصمة الرباط. كانت هناك مجموعات متفرقة أمام المقر، منها من كانت تأخذ ملفات الأعضاء الملتحقين الجدد، ومنها من كانت تسجل حضور أعضائها في الوقفة التي نودي إليها. مرت زهاء الساعة والنصف، وبدأت وفود رجال الأمن تتقاطر هي الأخرى على نفس المكان، فتشكلت لوحة تجريدية بامتياز مكوناتها الأطر المجازة المعطلة، والمخزن بشتى تلاوينه.

كلا الطرفين كانا في حالة ترقب، لم تمض إلا دقائق معدودة، بدأت فيها قوات الأمن بتفريق الطلبة الواقفين أمام مقر الاتحاد العام للشغل، وتطالبهم بالرحيل عن المكان، كأن الوقوف في الأماكن العامة جريمة. لم تجد الأطر المجازة المعطلة بدا من الانسحاب تجنبا للاحتكاك، فمازال اليوم طويلا، والشكل النضالي المُتّفق عليه لم يبدأ بعد.

ها هي الآن الساعة تشير إلى منتصف اليوم، ولم يبق أمام مقر الاتحاد العام للشغل إلا رجال الأمن بهراواتهم متأهبين لأي طارئ قد يحدث فجأة، لكن خاب أملهم، فالخطة كانت تقتضي الاجتماع هناك فقط لا غير.

بعد أن انسحبت جموع الأطر المجازة المعطلة بهدوء من مكان الالتقاء الأول، توجهوا فرادى نحو شارع محمد الخامس قاصدين البرلمان، ومن المفاجآت السعيدة، أنهم وجدوا تنسيقية جديدة خاصة بالأطر المجازة المعطلة والتي ينضوي تحتها الطلبة الذين تجاوزوا عتبة الأربعين سنة. شاهدوهم وهم يقفون قبالة البرلمان، ويرددون شعارات مطالبة بالتوظيف المباشر، فما كان منهم سوى الانضمام إليهم، فشكلوا بذلك تحالفا كبيرا انبهر به كل من مرّ بذلك الشارع. جُلُّ شعاراتهم كانت تدور بين المطالبة بالتوظيف المباشر في أسلاك الوظيفة العمومية، وبين انتقاد الحكومة في تعاملها مع ملف المعطلين، وبين التأكيد على الاستمرار في النضال إلى تحقيق المطالب، على سبيل : "حقوقي حقوقي دم في عروقي، لن أنساها ولو أعدموني"، و"إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر"، "المجاز يريد التوظيف المباشر"، "المعطل ها هو والوظيفة فين هي"، "اهتفوا ناضلوا، رددوا بالصوت الواحد، الإدماج الفوري لحملة الشواهد".

وقد طوق هاته الجموع الغفيرة من الأطر المجازة المعطلة رجال الأمن وقوات التدخل السريع من أجل ممارسة الإرهاب النفسي عليهم، إلا أن الطلبة ظلوا صامدين في أماكنهم يرددون شعارات، وكلهم عزيمة على مواصلة النضال إلى آخر رمق، وحتى يتحقق مطلبهم الرئيسي في التوظيف المباشر.


حرر بالرباط يومه الخميس 17 مارس 2011

*****

أترككم مع بعض الصور الشاهدة على الحدث

*****

*****

*****

*****

هناك 5 تعليقات:

  1. مجازين معطلين بلغ سنهم الأربعين، حقيقة اشكالية مطروحة..!!!

    ردحذف
  2. إن شاء الله تتحقق جميع المطالب في القريب العاجل وتنتهي معاناة كل المعطلين...

    ردحذف
  3. مطالب مشروعة!

    شكرا ً للمشاركة أخي خالد

    ردحذف
  4. واحد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    التوظيف المباشر؟!!!!
    حسناً هذه مسألة أخرى ..مستحيلة.
    واذا كان بعض المغاربة ضد الكزيمات، فالتوظيف المباشر
    قفزاً على المباريات هو شئ مماثل.

    دخلت لاسالك ان مازال المعطلون المجازون يعتصمون أمام البرلمان خلال هذه السنة وخلال كل هذه المدة..
    لأن الأخبار لم تعد تتحدث عنهم..
    2008 شاركت مع اتحاد المدونين المغاربة في حملة المدونين
    للتضامن مع المعطلين المجازين..
    وكتبت مقالاً طويلاً بصوت المحيط..تم نقله الى موقع خاص
    بالقضية.
    ولكني الآن أجد الاهتمام بهذه الفئة قل او توقف.
    فأسأل ان كانوا مايزالون على عهدهم بالاعتصام امام البرلمان ام تم اخلاء المكان؟
    كم من عاهات تخرجت من ذلك المكان..

    ردحذف