الحرية لعلي أنوزلا

الأحد، 25 أبريل 2010

بعد فوات الأوان




أسند ظهره إلى الأريكة ونظرة الحزن والأسى بادية عليه، أخذ يعيد قراءة الرسالة التي وجدها ذات صباح أمام المنضدة، وهو يستعيد ذكرياته معها، حاول أن يزيحها من مخيلته إلا أنها أبت.
عندما التقينا أول مرة، كنت تُسمعني أحلى الكلام وأعذبه، وتشعرني بأن الدنيا ملك يميني. آه، على تلك الأيام، التي لا أنكر، كانت أسعد لحظات عمري، لكن .. منذ أن ترقيت في عملك، لم تعد تأبه لي، تغيرت كلية، من الكلام المعسول إلى الكلام المذموم. أسمعتني الإهانات والصرخات دون أي سبب، لا لشيء إلا أن ضغط العمل كثُر عليك، فلم تجد مكانا تفرغ فيه عصبيتك سواي، كأني صخرة بدون إحساس أو مشاعر. مرت ليالي وأنا أنتظر أن تغير من حالك، لكن لا حياة لمن تنادي، والآن قررت أن أتركك بعدما فاض بي الكيل، ولم أعد استطيع تحمل المزيد، فأنت الذي جنيت على حبنا ووأدته، فتحمل تبعاته.
أغلق الرسالة ودمعة ساخنة ذرفت منه تحاول غسل كل انفعالاته..
سمع دقات على الباب، اتجه نحوه بخطوات متثاقلة، وعندما فتحه وجد أمامه شخص ببذلة رسمية يحمل ظرفا، فقال له:هل أنت السيد حسن؟
نعم، أنا هو
تفضل وقع هنا من فضلك..
حررت بالرباط 05/2009

هناك 3 تعليقات: