الحرية لعلي أنوزلا

الأحد، 20 سبتمبر 2009

كاميرا خفية


قرأ في إحدى الجرائد إعلان طلب ممثل للمشاركة في أحد الأفلام الضخمة، قال في نفسه: "هذه فرصتي كي أفجر كل طاقاتي وأرتقي سلّم النجومية".. صفف شعره بعناية، ولبس أحسن ما لديه. توجه صوب مكان الاختبار.. شاهد العديد من المنتظرين بأعمار مختلفة، كل واحد منهم كان يمني نفسه بأن يكون هو المختار.. بعد طول انتظار وترقب وتوتر حان دوره.. دلف إلى صالة كبيرة، وكان يجلس في أقصاها ثلاث فنانين ممن يشار لهم بالبنان، عرف بنفسه ونبرات صوته تنم عن توتر تشوبه مسحة خوف، عند انتهاءه، طلبوا منه أن يؤدي أحد الأدوار المبرمجة في المسابقة، استخدم كل مهاراته في التمثيل التي تعلمها، وبداخله إحساس أنه سيكون من المحظوظين، أوقفوه عند أحد اللقطات، وطلبوا منه تأدية دورٍ آخر مغاير، أدّاه ببراعة منقطعة النظير، وكان يرقب تعابير وجه هؤلاء الحكام التي كانت تنم عن الرضا بما يصنع.. وعند انتهاء العرض، صفقوا له بحرارة، وقالوا له: نشكرك كثيرا، لقد شاركت معنا في الكاميرا الخفية.

هناك تعليق واحد: