الحرية لعلي أنوزلا

الجمعة، 28 أغسطس 2009

على قارعة الطريق


كان يجلس في أحد الزوايا على قارعة الطريق، رث الثياب أشعث الشعر، ويمد يده للسؤال.
أعطته أيادٍ كريمة بعض العطايا..
لم ينته اليوم حتى وقف وانحرف عن الشارع وصعد سيارة فاخرة..

الأربعاء، 26 أغسطس 2009

تحد



حان موعد قطف التمر، لهذا توجه أحمد صوب نخلاته وهو يحمل حجرا مصقولا يحتاجه من أجل إسقاط التمر، غير أن أرضه جاءت بين الحدود، وقبل أن يصل إلى هناك أوقفه جندي يحمل بندقية بخشونة وقال له بفظاظة: "أوراق هويتك"، قدم أحمد أوراقه بلامبالاة وبشكل روتيني اعتاد عليه، تفحص الجندي الأوراق بحرص وتدقيق، وبينما هو كذلك، لفت انتباهه الحجر الذي كان يحمله أحمد، فقال له: "ماذا تحمل يا هذا؟"، أجابه الشاب: "مجرد حجر أحتاجه من أجل إسقاط التمر"، حدجه الجندي بنظرة مرتابة، وقال له: "يمنع دخول أي شيء مشبوه، والحجر يدخل ضمن هذا القانون". نظر إليه الشاب باستغراب ودهشة وهو يقول: "كيف هذا! بدونه لا يمكن أن أجني شيئا؟؟" أجابه الجندي بنبرة غاضبة: "قلت لا.. يعني لا.." ثم وكزه على صدره ببندقيته، تراجع الشاب إلى الوراء جراء هذه الضربة، واسترجع قوته وشجاعته، وقال بنبرة تحد: "وأنا لا يمكن أن أستغني عنه، فافعل ما شئت".. صوب الجندي رشاشه نحو وجه الشاب وهو يستشيط غضبا: "هذا آخر إنذار، وبعده، فقد أعذر من أندر".. قبل أن يكمل الجندي كلماته، قفز نحوه الشاب وضربه في يده فأسقط رشاشه، وعالجه بضربة أخرى تهاوى على إثرها الجندي أرضا وهو يسب ويشتم، فجثا عليه أحمد وأخذ يلكمه على وجهه بشدة، بينما هو كذلك، سُمع طلق رصاص غادر أصاب أحمد من الخلف فسقط صريعا وسالت دماءه على أرضه فروتها، وتدحرج الحجر عابرا الحدود..
تمت

الأحد، 23 أغسطس 2009

شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن.. ولكن..؟؟




مما لا يخفى على الجميع أن شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار كما أخبرنا بذلك النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد ورد في هذا الشهر الفضيل العديد من الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة التي تبرز فضله وتحث على صيامه والإكثار من عمل الخير فيه والطاعات لأن الأجر في هذا الشهر يختلف عن الشهور الأخرى، فهو يضاعف إلى ما شاء الله، لأنه متكفل به كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه سبحانه قال: كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.
ومن الأمثلة عن فضل شهر رمضان ما جاء في القرآن الكريم، حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} إلى أن قال عزَّ وجلَّ: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.

وفي السنة النبوية الشريفة:

عن أبي هريرة رضي الله ان رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء وغلقت أبواب جهنم وسلسلت الشياطين ).

وأخرج الترمذي وابن ماجة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "إذا كان أول ليلة من رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وفتحت أبواب الجنة ولم يغلق منها باب، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وينادي منادي يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِّ أقصر ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة".
وأخرج ابن خزيمة عن سلمان الفارسي عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه خطب الناس في آخر يوم من شعبان فقال: "أيها الناس إنه قد أظلكم شهر عظيم مبارك، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، شهر جعل الله صيامه فريضة وقيام ليله تطوعاً من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر، والصبر ثوابه الجنة، وشهر المواساة، وشهر يزيد فيه في رزق المؤمن، ...-إلى أن قال:- فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتين ترضون بهما ربكم، وخصلتين لا غنى بكم عنهما، فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله، والاستغفار، وأما الخصلتان اللتان لا غنى بكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار".
وفي الصحيحين عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
الأصل أن رمضان هو شهر يتلى فيه القرآن ويتقرب إلى الله بشتى الطاعات، لكن للأسف، القلة القليلة هي من تعي هذا المعنى ويتحقق فيهم روح رمضان.. والأغلبية الساحقة شغلهم الشاغل هو كيف ينسون الصيام بتمضية الوقت إلى حين موعد الإفطار، فتراهم إما منشغلين بمشاهدة مباريات تنظمها الأحياء الشعبية في كرة القدم، يقضون بها الساعات، أو العكوف على التلفاز إلى حين آذان المغرب، أو النوم وهذا أضعف الإيمان..
صراحة، هذه الأمور تحز في النفس، فعوض أن نكثر من الطاعات في هذا الشهر الفضيل الذي لا ندري هل سندركه العام القادم أم لا، يعتكف أغلبنا على مشاهدة البرامج والمسلسلات الفارغة المحتوى، والمخلة بالآداب، والطامة أن وسائل إعلامنا "المحترمة" تنتقي في هذا الشهر الفضيل أجود البرامج والمسلسلات (في نظرها طبعا)، فتجدها تارة تمنحنا باقة "رائعة" من البرامج الكوميدية كأن شعبنا ينقصه الضحك من كثرة الهم الذي يعترينا، ونسوا المثل الشعبي الذي يقول: "كثرة الهم كضحك"، وتارة تمنحنا باقة "طيبة" من المسلسلات التركية والميكسيكية المليئة بالرومانسية والمشاهد المثيرة التي تزيد الطين بلة خصوصا مع العنوسة والعزوف عن الزواج، فتبيح الفساد ولو بشكل غير مباشر..
لماذا هذا الاستخفاف بالعقول، وهذه النية السيئة المبيتة لدى وسائل إعلامنا التي تريد إلهائنا عن الطاعات والتقرب إلى الله..؟ أيعينون الشيطان علينا؟ ألا يعلمون أن من دعا إلى الفساد واجتهد في نشره، وفتن الناس عن ربهم له عذاب أليم..
حسبنا الله ونعم الوكيل في وسائل إعلامنا التي أغفلت البرامج الدينية الهادفة، ونشرت الفساد والانحلال حتى يخلفوا الشيطان في رمضان..

لكن، مادام المؤمنون يرجون الرحمة والمغفرة والعتق من النار في هذا الشهر الكريم، فلن يلقوا بالا لمثل هؤلاء الدعاة..

وفي الأخير، أتمنى لجميع زوار هذه المدونة الكريمة، وللأمة الإسلامية جمعاء رمضان مبارك سعيد..

وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال..

السبت، 1 أغسطس 2009

منظمة العفو الدولية.. وخيبة الأمل





كنت أحسب أن منظمة العفو الدولية هي منظمة محايدة، وتزن الأمور بموضوعية، لكن خاب ظني بعد تقريرها الأخير الذي كنا ننتظره بشغف حول الحرب على غزة، الذي أعلنت عنه يوم 2 يوليوز من هذه السنة، حيث وضعت كلا من إسرائيل وحماس في كفة واحدة، وساوت بينهما في الأحداث التي وقعت بالقطاع.
وهذا يجعلنا نتساءل عن مدى مصداقية هاته المنظمة في وضعها للتقارير الحقوقية المتعلقة بالنزاعات في العالم.
لقد تناست أن المقاومة الفلسطينية لم تُسم بهذا الاسم إلا بعدما احتلت أراضيها، وجميع القوانين والأعراف الدولية أعطت حق الدفاع عن الأرض إن تعرضت للهجوم من قبل الغاصب، وبهذا، فإن كل ما تقوم به المقاومة ما هو إلا حق مشروع إلى أن تحرر أراضيه المسلوبة.
لست أدري أي تساو في الاعتداء الذي صرحت به المنظمة.. هل استعملت المقاومة دون أن ندري القنابل الفوسفورية؟؟ أم أنها حلقت بطائرات حديثة الطراز فوق "إسرائيل" وقصفتها؟؟ وأظنها قتلت أزيد من 1000 مواطن مدني دون أن يرمش لها جفن..!!
يا للواقحة، ويا للسخرية.. تريد منظمة العفو الدولية أن تكون محايدة، وبهذا التصريح أتبت بما لا مجال للشك أنها مناوءة لإسرائيل، وربما تعرضت لضغط شديد من أجل إظهار أن المقاومة خرجت عن أعراف وقوانين الحرب، وتأكيد على أنها مقاومة غير شرعية، ينتمي إليها إرهابيون على المجتمع الدولي التصدي لهم.
لكن، عزاءنا أن قتلانا في الجنة ينعمون بما وعدهم الله سبحانه من نعيم، وقتلاهم في النار..