عندما بدأت الثورة المصرية في 25 يناير
من هذا العام الذي أشرفنا على توديعه، كان الجميع يأمل أن لا يتدخل الجيش المصري لوأدها، ويحذو حذو نظيره
التونسي، فكان ما رجاه الجميع.
وباتت الشعارات التي كانت ترفع من طرف
الشعب المصري "الشعب والجيش إيد واحدة"، كناية على الحب الذي يكنه
المصريون لجيشهم العظيم، الذي أبى إلا أن يكون في صفهم ضدا على الاستبداد المباركي
وبلطجيته من عملاء وزارة الداخلية ومن لهم مصلحة في بقاء النظام البائد.
مرّت الأشهر، وتكلف المجلس العسكري
بإدارة شؤون البلاد إلى أن يتم إنشاء حكومة انتقالية ينوط بها حمل المشعل حتى يتم
انتخاب مجلس الشعب، فرئيس البلاد. وكان الجميع ينتظر من هذا المجلس أن ينفذ ما وعد
به من تطبيق لأهداف الثورة، وعلى رأسها محاكمة الرئيس المخلوع وأبنائه وكل
المتورطين معه في قضايا الفساد وقتل المتظاهرين السلميين أثناء ثورة يناير
المجيدة.
لكن، ماذا كنا ننتظر من مجلس تم تعيينه
من طرف الرئيس البائد؟؟ وظهر هذا جليا بكثرة
تأجيلات محاكمته وتقديم بعض أكباش الفداء من أفراد عصابته بأحكام وغرامات
لا تشفي الغليل.
سؤال يتبادر للذهن، ألا يستطيع هذا
المجلس المنوط به حماية المواطنين من أي شيء يمكن أن يهدد سلامته، ويهدد استقرار
البلاد؟؟
لماذا لم يقم بما قامت به حليفته فرنسا
مؤخرا من الحكم على الرئيس السابق "جاك شيراك" بسنتين سجنا نافذة؟؟
سيقول قائل، بأن هذا غير ممكن لأن الرئيس
المخلوع في حالة صحية مزرية. وما المانع! ألا يوجد في السجن مستشفى داخله؟؟ بغض
النظر عن هذا، حتى الرئيس الفرنسي السابق مريض ويشكو من ضعف في الذاكرة وبعض أعراض
الرعاش، ومع ذلك حكم عليه بالسجن النافذ. فواعجبا! اللهم إن كان هناك مصالح تجمع
بين هذا المجلس وبين نظام الرئيس السابق، من يدري؟!
من المعروف، عن أي نظام ظل لمدة طويلة
في الحكم بأن الجهة المحافظة عليه تكون في الغالب المؤسسة العسكرية، لما تملك من
سطوة وهيبة داخل الوطن، وطبعا، لن يكون هذا التحالف حبا في النظام، بل في العطايا التي ستأتيه منه، من عقارات وأراض
وتفويتات بأبخس الأثمان.. الخ.
نأتي الآن إلى الانتخابات التي من المفروض
أنها ستشكل مجلس الشعب الجديد. كانت المشاركة فيها تفوق المتصور، وضرب بها المثل
في النزاهة، وجاءت المفاجأة بحصد حزب الحرية والعدالة المحسوب على الإخوان
المسلمين لأعلى نسب فيها في المرحلة الأولى، مما يهدد بأن الحكومة المقبلة ستكون
من الأغلبية المنتمية لهذا الحزب، وهذا ما لا تريده دولة العم سام ولا
"إسرائيل" لكون الحزب محسوب على تيار يصنف ضمن خانة الحركات الداعمة
للإرهاب حسب مقاييس "الويلات" المتحدة، وبالتالي لا يجب أن يفوز مهما
كان الثمن في باقي المراحل. ولا يوجد شيء أفضل من خلق ثورات ونعرات داخل البلد حتى
لا يتنجح المرحلة الثانية من الانتخابات، ويكتفي المواطنون بمحاولة فك الصراع
بينهم.
قد أكون مخطئا في تحليلي هذا، ربما،
لكن ما غاظني وجعلني لا أطيق هذا المجلس، هو متابعتي للحوار الصحفي الذي قام به
أحد قادته ينفي مسؤولية الجيش عن أعمال العنف
التي جرت بمنى مجلس الوزارات، حيث قال: "للقوات
المسلحة ثوابت لا ولن تحيد عنها وهي صدق النية في تسليم السلطة لقيادة مدنية، وعدم
استخدام العنف مع المتظاهرين" ؟؟؟!!!
عجبا، وأي عجب، ألا يعلم هذا المجلس أن
هناك قناة على النت اسمها "اليوتوب" تظهر فيديوهات موثقة لرجال الجيش
وهم يرشقون المتظاهرين بالحجارة، ويرمون عليهم قنابل المولوتوف، وقنابل مسيلة
للغاز؟؟؟؟؟؟
ألم يشاهدوا عناصر من العسكر يحملون
مسدسات وأسلحة نارية؟؟
سيقول قائل، البلاطجة هم الذين يرشقون
المتظاهرين والعسكر. وأقول لهؤلاء، أين دليلكم؟؟ هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
ما رآه العالم ويراه الآن، أن فئة
محسوبة على الجيش هي التي تقوم بأعمال شغب وقمع لحرية التظاهر الذي تكفله جميع
القوانين الدولية، قمع تكون نتيجته في الغالب الاستشهاد!
هل الشيخ العالم الجليل عماد عفت، وهل
الدكتور الشاب علاء رحمهما الله، ورحم جميع شهداء الحرية والكرامة، بلاطجة؟؟؟
هل الشاب "عبودي" بلطجي؟؟
الذي ذهب ليستفسر أحد الأشخاص بمجلس الشعب، ولم يكن المسكين يدري أن هذا المخلوق
محسوب على صنف المفروض منه حمايته وليس الاعتداء عليه، يضربه بقسوة حتى انتفخ وجهه
من كثرة الضرب وتغيرت ملامحه، وغير عبودي الكثير من شباب وشابات مصر الأحرار،
الذين رفضوا الظلم ومازالوا يرفضونه إلى الآن.
وما تلك اللقطة الشنيعة لفتاة مصرية
وحولها جيش عرمرم من العسكر يضربونها ويجرونها على الأرض كخرقة بالية، انتهكت حرمة
جسدها، وكرامتها، هل هي أيضا بلطجية؟؟ إن كانت كذلك، ليس بمثل تلك المعاملة يعامل
من يقبض عليه.
أين نحن من "وا معتصماه"،
التي أسقطت غرور الروم؟
أين نحن من " المسلم أخو المسلم
لا يظلمه ولا يسلمه ومن كان فى
حاجة أخيه كان الله فى حاجته"؟
أين نحن من الحاكم ما هو إلا خادم
لشعبه وموظف عنده؟
أين نحن من دماء الشهداء التي لا تريد
أن تذهب هباء؟
بالله عليكم، قولوا لي، أبعد كل ما
ذكرت، هل المجلس العسكري بلطجي أم حمامة سلام أتى ليخرج الشعب المصري من الظلمات
إلى النور؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
لك الله يا مصر، ويا شعب مصر.
*************
*************
أبعد كل هذا، هل سيقال:
"الجيش والشعب إيد واحدة"
أم
"باطل..باطل حكم العسكر"
؟؟؟؟؟؟؟؟
أهل مصر أدرى بهمومها :)
ردحذفحسبنا الله ونعم الوكيل :)
ردحذفنتمنى أن تعود مصر "محروسة"
ردحذفاولا وقبل مشاهدة الفيديو الخاص بالفتاه غادة
ردحذفودون اطاله
فان جند مصر هم خير اجناد الارض دون انف الحاقدين
وهذا ليس كلامي بل كلام من قبلنا ومن هم كلامهم لايحتمل التقويل
ومن الغربيين الذين درسو وفهمو وعرفو ديننا اكثر منا الا من رحم ربي فقد قال هتلر لو ان لديه سلاح روسي وجنود مصر لغزى العالم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفطاب يومكم وبورك ما تخطه أيمانكم
نرجو منكم إبداء رأيكم فيما يخص توقيف جماعة العدل والإحسان لنشاطها داخل حركة 20 فبراير، واستمرار نشاطها النضالي في الحراك الشعبي العام الذي يعرفه المغرب.
كيف تنظرون إلى هذا القرار؟
أشكر لك أخى الكريم حبك المخلص وحرصك الواضح على إحقاق الحق.
ردحذفصحيحٌ أخى أن المجلس العسكرى جزءٌ أصيلٌ من النظام السابق , إلا أن هناك العديد من أعداء الثورة المصرية من داخلها وفى خارجها ..
وهذه بعض اجتهاداتى فى هذا الأمر :
http://marketingandmedia.blogspot.com/2011/11/blog-post_23.html