لم أكن أتوقع أن مجرد نشر بيان تنديدي لما جرى لطلبة في منطقة تغجيجت قد يؤدي بصاحبه إلى الاعتقال والسجن.. خصوصا وأن الجامعات المغربية على طول السنة تشهد احتجاجات ومظاهرات سلمية تندد بالظروف السيئة التي يرزح تحت إثرها الطالب المغربي، من مشاكل النقل والسكن والمطعم.. الخ من تلك المشاكل التي أصبحت روتينا عند الطلبة..
احتفل المغرب بحقوق الإنسان وبحرية التعبير هذا العام بطريقته المعتادة: القمع والاعتقال لكل صوت ندد بسوء معاملة، أو فضح فساد.. فمن الصحافة المكتوبة (المشعل، المساء، أخبار اليوم) إلى المدونون المغاربة (البشير حزام، وعبد العزيز السلامي) في انتظار أن يلتحق بهما المدون "بوبكر أديب" الذي مازال مطاردا ينتظر حقه من هاته المنحة الحقوقية..
لست أدري هل ما تقوم به الجهات المسؤولة تحت ذريعة الحفاظ على "حقوق الإنسان" غباء أم استغباء؟؟ أأذا اعتقلت صوتا يطالب بتحقيق العدالة وفضح الفساد قد حققت بهذا شعار "دولة الحق والقانون" أم أنها بهذا تكرس مفهوم "دولة القمع والسجون"؟؟
لحد الساعة لم افهم إلى ما يرمي إليه أصحاب الكلمة النافذة في هذا البلد من قمعهم هذا.. ألا يعلمون بتعسفهم هذا قد جعلوا من شعار "دولة الحق والقانون"، ومن شعارات "حقوق الإنسان والحريات العامة" أكذوبة يصعب تصديقها..
ألا يعلمون أنهم بتكميمهم للأفواه الصادقة، إنما يكممون أفواها ترمي إلى المساعدة في الإصلاح ونشر الوعي الصحيح..
ألا يعلمون أنهم باعتقالاتهم هاته، قد فتحوا عليهم أبوابا كثيرة ستندد بهذا الظلم الذي يلحق كل الشرفاء من الصحفيين والحقوقيين والمدونين..
ألا يعلمون أن ما قاموا به الآن في حق المدون "البشير حزام" أظهر بجلاء تام للعالم أجمع أن مصطلح حرية التعبير غائب عن قاموس الحريات العامة بالمغرب..
ألا يعلمون أن الغرب من خلال ما يشاهده من تعسفات في حق الشرفاء المغاربة الذين يدافعون عن كرامة المواطن المغربي سيبدؤون بالتساؤل حول جدية الحكومة المغربية في حمايتها لحقوق الإنسان..
فحسبنا الله ونعم الوكيل فيمن يحاول تكميم الأفواه الحرة، ولك الله أخي البشير، ونحن على الدرب ماضون إلى أن نحقق الشعار على الواقع..
وهنا رابط التضامن مع المدون البشير حزام
وهنا رابط التضامن على الفايس بوك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق