لا تمر ساعات إلا ونسمع ونشاهد عبر القنوات الفضائية استشهاد عدد لا يستهان به من المواطنين الأبرياء، لا ذنب لهم إلا أنهم من ساكنة قطاع غزة. لا تمر ساعات إلا ونشاهد مسيرات حاشدة عبر العالم تطالب بوقف إطلاق النار وانسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع فورا وبدون قيد أو شرط.
لكن، أين جامعة الدول العربية من كل هذا؟؟ شيء مخزي أن نرى أصحاب القرار في بلداننا العربية يجلسون في كراسي وثيرة ويشاهدون المجازر وهم يتناولون الطعام ويشربون الشراب.. لم يكلف واحد منهم نفسه أن يصرح أمام العالم أن هذا العدوان الغاشم يستدعي الردع فورا من قبل الأمم المتحدة. لم يكلف واحد منهم نفسه أن يكون مثلا يحتذى به، ويقطع كل علاقته بالكيان الصهيوني. عجبا، ألستم مسلمون؟ ألا يجمعكم دم العروبة والدين؟ أين أنتم عندما تلقون وجه رب كريم، ما حجتكم إذا سُئلتم عما فعلتموه من أجل نصرة إخوتكم في قطاع غزة؟ بالله عليكم، كيف ستنظرون لأنفسكم آنذاك.. لا تنتظروا أن يستغيث أهل القطاع ويقولون: "وامعتصماه"، فالمعتصم مات يوم كان الرجال، أما معتصموا اليوم، فالنوم هو دَيدَنهم، وتقبيل الأعتاب الشريفة "للماما سام" هو أسمى الغايات.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الصحيحين: " مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" . وقال أيضا عليه الصلاة والسلام : "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا، وشبك بين أصابعه" .
لست أدري هل سبق لقادتنا "الأشاوس" أن سمعوا بهاته الأحاديث النبوية الشريفة، أم أن ثقافتهم كانت غربية..!!
مر على بداية العدوان الغاشم، أحد عشر يوما، وصل فيها عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 700 شهيد، و قرابة 3000 جريح، ولحد الساعة لم تنعقد القمة العربية "العاجلة"، أتنتظر أنظمتنا حتى تباد ساكنة القطاع عن بكرة أبيها، أم أنهم ينتظرون إبادة رجال المقاومة وكسر شوكتهم حتى يهبوا من مرقدهم؟؟ أسئلة تُلِح عليّ بشدة، وأخاف أن أجيب عنها، لأن أحلاها مُر.
كنت أبحث عن أعذار لأنظمتنا "الرائعة والحامية لنا" مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "التمس لأخيك بضع وسبعون عذرا"، لكن وجدتُني عاجز، لماذا، لأن قادتنا "الأشاوس" يمتلكون من القدرة على ردع الصهاينة ما تنتفي معه كل الأعذار.
شاهدت اليوم على إحدى القنوات ما قام به الرئيس الفينزويلي "تشافيز" تضامنا مع غزة، حيث طرد السفير الإسرائيلي من بلده. لن أخوض في الحديث عن حيثيات هذا التصرف، ولو أن الجميع يعلم أن "تشافيز" يكره رئيس الولايات المتحدة، وإسرائيل. لكن ما أعجبني في هذا الأمر، أن هذا الرجل قام بعمل جريء لم يقم به أحد من قادتنا، وهو الذي لا يمت بصلة قريبة أو بعيدة للفلسطينيين، فلا الدم يجمعه بهم، ولا الدين، ومع ذلك، طرد السفير الإسرائيلي.
لا أخفيكم سرا أن هذا الفعل راقني بشدة، وَوَدِدْتُ لو أنظمتنا العربية تحدو حذوه، وتعطينا أملا بأنهم مازالوا أحياء، ولديهم العزة والنخوة كي يدافعوا عن إخوانهم المحاصرين. وأن يتذكروا قول الله سبحانه وتعالى:"كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً ۚ يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ".وقوله سبحانه: " وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ".
فهل هناك قلب سليم سيعي ما قلته وما يقوله الملايين من الشعوب المقهورة والمغلوبة على أمرها، أم سيُطوى هذا الكلام كما طُوي العديد مثله؟؟ المستقبل هو الوحيد الكفيل بالإجابة عن هذا السؤال..
تم بحمد الله
يوم الأربعاء 7 يناير 2009
ملحوظة: تم نشره في منتديات نقاش الحب على هذا الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق