بدأت الليلة العمليات البرية الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة الصامد والشامخ أمام هاته الهبة الصهيونية. بدأت والقادة الصهاينة يمنون نفسهم بالنصر وربح رهان تجفيف منابع "حماس" وتنظيم المقاومة بالتبعية، لكن نسوا أو تناسوا ما وقع لهم في حرب تموز على جنوب لبنان في شخص "حزب الله"، نسوا أن الخسارة التي منوا بها هناك ستلحقهم، إن شاء الله، في القطاع، لماذا وكيف؟؟ لسبب بسيط، هو أن رجال المقاومة البواسل وضعوا نصب أعينهم الشهادة في سبيل الله، فهم من الوهلة الأولى وباختيارهم طلبوا الشهادة، فهم لا يأبهون بالموت لأنه أمر غريب عنهم، وسُبة في حقهم أن يخافوا أو يتراجعوا أمام العدو.
وديننا الحنيف يعلمنا ويعطينا اليقين، بأن شهداءنا أحياء عند المولى عز وجل، مع الأنبياء والأصفياء، والصديقون من خلقه، يشاهدوا كل ما يحدث ويستبشرون خيرا لأولئك الذين يحذون حذوهم في طلب الشهادة، بأن لا خوف عليهم، وأن مصيرهم الجنة، بإذن الله، وأجر عظيم، في قوله سبحانه:"ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون . فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون . يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ".
هذا هو الفرق بين المجاهد الفلسطيني الصادق، وبين الصهيوني المقيت. الأول يطلب الشهادة ويمني نفسه في أي لحظة بأن يحظى بهذا الشرف. والثاني، ير الحياة نصب عينيه كأنه سيعيش أبدا، ولا يُدخل في مخيلته أن الموت لاحقه. لكن هيهات، هيهات، الموت مدركهم ولو كانوا في بروج مشيدة مصداقا لقوله تعالى: "أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ".
وهذا ما لاحظناه جليا قبل يومين، عندما سقط صاروخ في إحدى المستوطنات وكان بالمصادفة يزورها أحد الوزراء الإسرائيلين، سقط بقربهم فذعر الجميع واختبئ هذا الوزير أسفل سيارته. تناقلت هاته الصورة جل وسائل الإعلام العالمية، لتظهر مدى جبن هؤلاء، يخافون من صواريخ بدائية الصنع لكن عند أصحابها شُهب تقذف حمما. وبالمقابل، شاهدنا اليوم والبارحة صواريخ تحمل أطنان من المتفجرات تسقط على ساكنة غزة، ولم تفت من عضد هؤلاء شيئا، بل بالعكس، يطلبون الشهادة في كل وقت وحين، حتى إذا أمسوا ظنوا أنهم لن يصبحوا، وإذا أصبحوا ظنوا أنهم لن يمسوا..
تم بحمد لله
يوم 03 يناير 2009
ملحوظة: تم نشره لأول مرة في منتديات نقاش الحب على هذا الرابط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق