الحرية لعلي أنوزلا

الثلاثاء، 19 مايو 2009

الضيف





سمع دقات خفيفة على الباب، فاتجه صوبه بخطوات بطيئة متعثرة.
: من الطارق؟!
-: أنا
: من أنت؟؟
-: اسمح لي أولا بالدخول وسأعرفك بنفسي.
وافق على مضض وفتح الباب. دخل كنسيم عليل نفاذ الرائحة، اتجه مباشرة نحو مركز البيت فأخذ مكان التصدر فيه، ووضع رجلا على رجل وابتسامة خبث علت وجهه. جلس بقربه صاحب البيت وقال:
: لم تقل لي بعد من أنت؟
-: لم آتي هنا من نفسي، أنت الذي دعوتي للمجيء.
استغرب صاحب البيت من كلامه، فقال:
: أنا !؟ كيف..؟؟
-: نعم.. أنت، بالأمارة، عندما تشاجرت مع رب عملك طلبتني، فما كان مني سوى تلبية الدعوة
: لم أعد أذكر.. عفوا، نسيت لزوم الضيافة، أتريد شرب شيء ما؟؟
-: لا، شكرا.. فما أتيت هنا للشرب، بل لأمنحك ما تريد.
واستمرت الجلسة طويلا، فبات اليوم الأول ثم الثاني.. وتوالت الأيام وهو في البيت لا يبرحه إلى أي مكان آخر، حتى اعتلّ صاحب المنزل ومرض مرضا خطيرا لم يستطع مداواته، آنذاك تركه الضيف وابتسامة ساخرة ظلت في مخيلة صاحب البيت، إلى آن اسودت الدنيا أمامه فلم يعد يشعر بأي شيء، وكان آخر كلمات سمع منه:
-: لم تعد تصلح لأي شيء الآن، سأذهب للبحث عن مكان آخر.. 



تمت

هناك تعليق واحد: