الحرية لعلي أنوزلا

الثلاثاء، 12 مايو 2009

الكابوس "قصة قصيرة"


كانت تستعد للخروج من بيتها قبل أن تسمع خبرا عاجلا أذيع عبر المذياع مفاده أن مجرما خطيرا استطاع الهرب من السجن، أخذت تسمع تفاصيل الخبر ففوجئت بأن السجين الهارب تعرفه حق المعرفة، فهو ذاك السجين الذي كانت السبب في اعتقاله، باعتبارها الشاهد الوحيد الذي شهد ضده في قضية قتل لم يستطع رجال الشرطة القبض على مرتكبها إلا بعدما أخبرتهم هي عن أوصافه.
توقف الزمن بالنسبة إليها، وهي تستمع إلى الخبر وتسترجع ذكريات القضية من أولها إلى آخرها كومضات سريعة، خاطفة. رفعت سماعة الهاتف على عجل وأخذت تضغط أزرار رقم معين.... بعد رن قصير، سمعت شخصا في الطرف الآخر يقول: آلوووو
هي: هل سمعت آخر الأخبار؟؟؟
هو: لا لم أسمع، ماذا هناك؟؟
فأخذت تسرد له الخبر الذي سمعته قبل قليل، وهي تلهث كأنها في سباق العدو السريع، فطمأنها بأنه لا يوجد داعي للخوف، فهو الآن مطارد ولن يجرأ على الذهاب إليها، غير أنها لم ترتح لهذا، وأحست بأن المجرم سيأتي إليها لا محالة كي ينتقم منها كما وعدها وهم يقتادونه إلى السجن، ولازالت كلماته تتردد في أذنها: "لن أرتاح حتى أشرب من دمك".
أخذت حقيبة يدها على عجل وهي تتجه نحو الباب، وفجأة سمعت خطوات ثقيلة تقترب من الجانب الآخر، فتوقفت وهي ترتجف من الخوف وعرق بارد ينزل من جبينها، وعيناها متبثتان على مقبض الباب، مرت لحظات الترقب كأنها دهر بأكمله، ولم تتنفس الصعداء إلا بعد اختفاء تلك الخطوات.
خرجت مسرعة من المنزل، وهي تركض كأن أشباحا تطاردها، جرت إلى أقرب قسم للشرطة كي تطلب النجدة، لكنها فوجئت بالقسم خال إلا من عامل تنظيف، عادت إلى المنزل وهي عازمة على مواجهة مصيرها بكل شجاعة، دخلت وأغلقت الباب بإحكام، وعندما استدارت و جدته أمامها شاهرا مسدسه في وجهها وصوته الذي يشبه فحيح الأفعى يقول لها: "لقد اشتقت إليك كثيرا"، وأطلق النار. استيقظت فزعة من نومها وهي تقول: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"، خرجت مسرعة إلى ساحة المنزل فلم تجد أحدا، فتيقنت أنه كان كابوسا مزعجا.

تمت

هناك تعليق واحد: