سمع أنينا خلف شجرة بجوار
منزله في ساعة متأخرة من الليل، دفعه الفضول إلى معرفة من يئن.. بخطوات حذرة اقترب
من الشجرة.. تسارعت دقات قلبه، ونزل عرق بارد من جبينه فكاد يعمي عينيه.. ابتلع
ريقه بصعوبة، وبدأت الهواجس تتراءى له.. سمع خشخشة وراء الشجرة فازداد توتره، توقف
برهة يلتقط أنفاسه اللاهثة، واستجمع شجاعته وهو يشكل بيده قبضة تحسبا لأي طارئ قد
يخرج من مصدر الصوت.. دعا بدعاء الخوف، وقال: "باسم الله"، استدار خلف
الشجرة، وتقابل مع مصدر الأنين.. فكانت المفاجأة.. قطة صغيرة مصابة بجرح غائر في
قائمتها الأمامية لم تستطع معها القيام، فتكومت كقطعة صوف مستسلمة لمصيرها.. رق
قلبه لها، فحملها بلطف إلى منزله، وأخذ يعتني بها حتى شُفيت، ومنذ ذاك الحين وهي
تلازمه في حلّه وترحاله، حتى لقبه أهل القرية بأبي هريرة.. كان يسعد بهذا الاسم
كثيرا، تيمنا براوي حديث النبي صلى الله عليه وسلم "أبي هريرة رضي الله
عنه"، وكان يحمد الله في كل يوم أن كان سببا في إنقاذ روح علّها تدخله الجنة
بما صنع، لا كمن منعت الطعام على قطة فكان مصيرها النار، كما أخبر بذلك النبي صلى
الله عليه وسلم.
تمت
الجميل هوأن أول ما سيتبادر للقارئ، أنك ستحدثنا عن سيدنا "أبي هريرة رضي الله عنه" ..وسرعان ما ينجلي رماد القصة من أول سطر، لنستمتع بصاحب القلب الرحيم الذي أنقذ تلك الهرة الصغيرة قبل أن تُنشب فيها أظافر الموت، بارك الله في "أبي هريرة" بطل القصة. والأجمل كذلك، أن الصحابي أبو هريرة روى حديثا صحيحا عن الرحمة قال فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (إنه من لا يَرحم، لا يُرحم).
ReplyDeleteأصبت كبد القصة عزيزي..
Deleteشكرا لمرورك العطر..
قصة تبرز مجال الرحمة التي صارت غريبة بيننا.
ReplyDeleteستسعد ليلى بهذه القصة كثيرة
بارك الله فيك عزيزي رشيد على المرور العطر..
Deleteهو كما قلت.. الرحمة أصبحت عملة ناذرة في زمننا الحاضر .. للأسف..
السلام عليكم
ReplyDeleteقصة بمعاني عميقة كثيرة
شكرا لك سي خالد و لاختنا ليلى الصباحي
تحياتي
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
Deleteبارك الله فيك أخي محمد على مرورك العطر الذي يسعدني دائما..
دمت بود..
السلام عليكم
ReplyDeleteابتسم وانا اقرأ قصتك ( الرقيقة ) ياخالد فانا اكتب تعليقى وقطى توتس باحضانى :)
وسأحكى لك موقف حدث اليوم معى
من ساعات قليلة صعد على سلم البيت قط مسكين وضعيف يبحث عن طعام مظهره مثل الطفل المتشرد تمام اصبح لايخشى احد مقارنة بألم الجوع الذى يعتصر احشاءه قربت له الطعام والماء وسبحان الله الرحيم أكل وشرب وكنت اشعر انه يريد الا يغادر المكان ... تعرف ياخالد تذكرت فى هذه الاثناء قول الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز ( انثروا القمح بالجبال حتى لايقال جاع طير بارض المسلمين ) اما الان القمح لايجده بنى الانسان الا بصعوبة :) وربما قريبا يأكلون القطط
الان ياخالد الرحمة شحت بالقلوب الا من رحم ربى ولا ادرى السبب
بوست رائع وجميل ورقيق كقلبك ياخالد واشكرك على الاهداء الطيب اخى العزيز :) ولا تنسى ان الاصدقاء يلقبونى ام هريرة وهذا لقب اعتز به كثيرا
جزاك الله خيرا وبارك فيك
وتحيانى بحجم السماء
أختي ليلى.. الحمد لله أن قصتي أعجبتك.. :)
Deleteهو كما قلت أختي، الرحمة أصبحت عملة ناذرة في زمننا هذا للأسف.. نسأل الله تعالى السلامة..
حضورك راق لي كثيرا.. بارك الله فيك
دمت بود..
تحياتى ايضا لك الاصدقاء
ReplyDeleteطارق الليل واستاذ رشيد واستاذ محمد
بارك الله فيكم واعزكم
خــــــــــــالد
ReplyDeleteالرفق بالحيوان لا تقل حسنته عن الرفق بالانسان الذى شح وندر فى ايامنا هذه
خلق الله الحيوان وخلق معه القلوب الرئيفه به
شكرا لك على هذا البوت ويزيد شكرى لك لاهائه الى ستنا ام هريرة ليلتنا ليلى الصباحى فهى تستحقه واجدر الناس به وله
أستاذي الفاضل فاروق.. فعلا هو كما قلت، الرفق بالحيوان لا يقل أهمية وأجرا عن الرفق بالإنسان..
Deleteسعدت كثيرا بمرورك.. بارك الله فيك
ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ..
ReplyDeleteرائعة أخي خالد ..
لك تحياتي ..
الأروع هو حضورك أخي الحبيب بندر..
Deleteلك كل الود..
قصة جميلة
ReplyDeleteوالأجمل مرورك على مدونتي.. عزيزي محمد..
Deleteدمت بود..