ملأ نضال محفظته الصغيرة بالمعدات التي سيحتاجها هاته الليلة في عمله، وتوشح بكوفيته وهو يتجه نحو الباب، لاقته زوجته وهي تحمل ولدهما،وتقاوم دموعا أبت إلا أن تخرج في النهاية. ضمّهما إليه برفق، فقبل جبين زوجته وطفله، وقال بصوت حان: "موعدنا الصبح بإذن الله"، ثم خرج.
أخذ نضال يمشي عبر أزقة المدينة بخفة، وكان بين الفينة والأخرى يلتفت وراءه مخافة أن يكون مراقبا. توقف بالقرب من أحد المنازل المهجورة، وأخذ حجرا صغيرا من الأرض وضرب به إحدى نوافذ المنزل، وانتظر قليلا وأعاد الكرّة، أطل أحد الشبان من النافذة، وأومأ له بيده كي يدخل.
دلف داخل البيت، فاستقبله شيخ يعلو الشيب لحيته بابتسامة ودودة، وأخبره بأن الجميع على أهبة الاستعداد.
ودع الجميع الحاج أحمد، وخرجوا من نفق أسفل المنزل في اتجاه جدار يفصلهم عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. خرج نضال أولا، ثم تبعه بقية الشباب، كل واحد منهم يحمل فأسا بيده، واصطفوا أمام الجدار العازل، فأشار لهم نضال الذي كان قائدهم بالبدء قائلا: "على بركة الله".. أخذ الجميع يضربون بفؤوسهم بكل قوتهم الجدار والحماس يعلوهم، إلى أن سمعوا عجلات سيارات كثيرة تتجه نحوهم. توقف الجميع، وبدأ على بعضهم الاضطراب، فأمر نضال الجميع بالانسحاب بسرعة، واختبئوا خلف أحد المساجد الملاصقة للجدار. ظلوا برهة من الزمن حتى اطمأنوا إلى خلو المكان من البشر ثانية، ثم عاودوا ضرب الحائط بفؤوسهم. فجأة دوت رصاصة بالقرب من نضال، فالتفت نحو زميله فوجده سقط مضرجا بدمائه، ثم توالت الرصاصات، وأخذ رفاقه يتساقطون تباعا، حتى بقي وحيدا. استدار نحو الجدار، كأن شيئا لم يكن، وأخذ يضرب بفأسه بكل قوته وهو يسمع صوت أحد القادة الصهاينة يأمره بالتوقف. لم يعره اهتماما، واستمر في عمله إلى أن تهاوى جزء من الجدار، فلاح له بيت المقدس من بعيد. أخذ يصيح "الله أكبر.. الله أكبر"، لم يكمل التكبيرة الثالثة حتى أردته رصاصة من الخلف شهيدا، فسالت دماءه الزكية وعبرت الجدار نحو أفق الحرية..
ان موعدهم الصبح أليس الصبح بقريب
ReplyDeleteاللهم اجعلنا ممن ترزقهم صلاة في الاقصى قبل الممات اميييييييييييين
خالد جميلة جدا
ReplyDeleteكتبت واحدة بنفس الفكرة منذ ما يقرب من السنتين
عنوانها : ومضات من آخر يوم في حياة بطل
هنا
http://moslim-marocain.blogspot.com/2010/04/blog-post_6458.html
راقتني حقا
اكيد موعدنا الصبح باذن الله
ReplyDeleteسيأتي اليوم الذي يتحول هذا الجدار الى سور سجن كبير وهم السجناء باذن الله تعالى
هذا الجدار هو اكبر دليل على خوفهم من يوم ما
وان هذا اليوم لاتٍ ان شاء الله
موعدنا الصبح
دمت بود
أبدااااااااااااااع :)
ReplyDeleteوكماقيل في الأعلى أليس الصبح بقريب
و ربنا كريم
دمت ودام قلمك الجميل :)
مبارك عليكم هذا الشهر الفضيل وأعاده الله عليكم
ReplyDeleteباليمن والبركات
وتقبل الله فيه صيامكم
وغفر ذنوبكم
وفتح لكم ابواب الخير
رمضان مبارك سعيد
ReplyDeleteوكل عام وأنتم بألف ألف خير
اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام،
ربي وربكم الله، هلال رشد وخير إن شاء الله
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه
جميلة هي القصية اخي خالد..
ReplyDeleteتجسد واقعا وجزءا من تفاصيله.
رمضان كريم
موعدنا الصبح .. ربنا قادر على كل شيء .. ربنا يرزقنا واياكم الصلاة في المسجد الاقصى ..
ReplyDeleteكل عام وانت بخير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي الكريم خالد
ReplyDeleteرمضان مبارك وكل عام وأنت بألف خير موفق أخي في جميع أعمالك وكثر الله من أمثالك ورزقك فسيح جناته فعلا قصة هادفة معبرة بأسلوب سلس ينفد إلى أعماق الفؤاد يحمل رسائل كثيرة متضمة للكثير من المعاني الرائعة