قناعـة
أنا ممن يصطلح عليهم داخل المؤسسات الحزبية بالمناضلين. فقد كنت وإلى
وقت قريب من المنضبطين المدافعين والمساهمين في كل نشاطات الحزب، إيمانا مني بالدور الذي تلعبه
هذه الأخيرة في رسم الحالة السياسية بوطني الحبيب. لكن وبقرب موعد الانتخابات
البرلمانية، تظهر للوجود حسابات أخرى، وكان لابد من اختيار مرشح مختار بمقياس مادي
أي ما يصطلح على تسميتهم بمول الشكارة. لم أكن لأعترض، لكن، وكأي مناضل، تمنيت
مقابلة هذا الوافد أو المسمى باللغة الحزبية المستقطب مما جعلني من المغضوب عليهم،
خاصة بعد نقاشات عدة، وإصراري على موقفي. ففي هذه الفترة بالذات، لا مجال للخروج
عن السرب .. تلك كانت غلطتي الأولى. بعدها بأيام، نستدعى لاجتماع موسع ما عهدنا
بمثله، ويقف أحد المغضوب عليهم مثلي ليسأل عن تسمية لهذا الاجتماع خاصة وأن قوانين
الحزب لا تؤمن بمسمى اجتماع موسع، مما كان من مفتش الحزب إلا أن تطاول عليه بالكلام،
فتحول الاجتماع الموسع إلى شجار موسع، أمر عادي جدا!! فنحن أمام استحقاقات مهمة
والكل يريد أن يعلن عن تواجده وكثيرا ما تصطدم المصالح المادية للبعض بالروح
النضالية للباقين، لكن الغريب في الأمر أنه وبعد أن فض الاشتباك الموسع، يتم
استدعاء المتواجدين للتوقيع ضد المناضل، وطبعا وكما كان متوقعا، هناك دوما من يحب أن
يثبت ولاءه، فكانت التوقيعات، إلا أنا طبعا، تلك كانت غلطتي الثانية! وبسببها مُنعت
من السّفر للعاصمة، وهذا ما حز في نفسي لأني يومها أضعت فرصة لقاء أصدقاء أقدر
فكرهم الراقي، وتلك إحدى الخسائر فقط، بما أنني وفي جمع عام اتهمت بالخيانة العظمى
لأني لم أوقع، ولأني في تعليقي حملت مفتش الحزب وزر ما حصل، بما أنه كان السّبّاق
لشتم المناضل، وأكثر من هذا، كان دوره جمع شتات أبناء الحزب لا رميهم بسبب أمور
تافهة كهذه، ورفع شكاوي ضدهم للأمين العام.
خرجت من المقر وأنا أدرك
تماما أن في الحياة الحزبية أمور لا يمكن أن تكون خارجها، مثل تواجد أشخاص يساندونك
مهما كان الأمر، سواء كنت على حق أم لا. لكن التساؤل الأكبر في داخلي، وأنا التي
طالما طالبت الناس بالمشاركة في الاستحقاقات كيفما كانت، هل أمتنع عن التصويت أم
أشارك؟ خاصة وأن النظرية المهمة التي خرجت بها من خلال عدة اجتماعات، وهي أننا
ملزمون بوفائنا لهذا الحزب، على حد قولهم، ولو رشحوا قنينة أو حجرة، فعلينا قول آمين
والتصويت لها ... حتى يقال أننا أوفياء مخلصون، ومناضلون!!
على الهامش:
جعلت هذا العدد استثنائيا، لأني لست صاحبه، بل كتبه قلم أكن له كل
التقدير والاحترام، وطلب مني نشره في سلسلتي، بتصرف بسيط مني. وترقبوا الجزء
الثامن قريبا بحول الله.
شكرا على الموضوع
ReplyDeleteقصة مؤثرة ..
ReplyDeleteوما أكثر المناضلين من هذه النوعية في بلادنا
في انتظار الجزء الثامن ان شاء الله .
هكذا هي السياسة
ReplyDeleteحقيرة جدا في تعاملها:)
هكذا هو بعض أحزابنا
حقراء أيضا في تعاملهم
انا لست من المغرب ولا افهم معنى الاحزاب فلا احزاب في بلدي . حسب فهمي البسيط فقط هو ان كانت هذه هي طريقة التعامل داخل الحزب فخير لهذا الرجل ان يكون خارجه , فهؤلاء لايعملون كفريق . ايضا , الوقوف وقول كلمة الحق افضل مئة مره من تجرع مرارة المذلة وشهادة الزور.
ReplyDeleteان تقول الحق يتطلب الكثير , وستخسر الكثير ولكنك ستربح نفسك , والسكوت وقبول المذلة والمشاركة في ما لاتقبله نفسك سيعطيك القليل ولكن ستعيش في صراع داخلي وستشعر برضا غير دائم عن نفسك .
لهذا سميت اللعبة السياسية، وهي لعبة أكرهها بكل صراحة..
ReplyDeleteالسلام عليك اخى خالد
ReplyDeleteانا من رأى اخى رشيد كم اكره السياسة والاعيبها
لكن الشىء الوحيد الذى يضمن نقاء تلك اللعبة هو الغلاف الذى يضمن لها الشفافية والشرعية ( ان يكون قانونها مستند من كتاب الله وشريعته )
تأكد ان اى قانون كتبه البشر سيكون به طغيان وفساد يظهر مع مرور الوقت والزمن
اسأل الله للمغرب الحبيب ومصرنا الغالية وكل بلاد المسلمين السلامة وال امان
كل عام وانت بخير اخى خال
اعاد الله علينا وعليكم الاعياد بخير
السياسة و ماادراك ما السياسة
ReplyDeleteلهذا سنبقى كما نحن ما دام الوصوليين و أصحاب الشكارة في المناصب الحساسة
السياسة سلاح ذو حدين
عيد سعيد
بوركت
اذا اردت ان تحافظ على مبادئ لطالما افتخرت بها ماعليك هو ترك السياسة وشأنها والا ستتعب كثيرا وستكون في نهاية مخيرا بين تركها او ترك قيمك.
ReplyDeleteفي النهاية ان تخسر العالم اهون من ان تخسر نفسك
السلام عليكم ورحمة الله
ReplyDeleteهي فعلا اللعبة السياسية كما اسماها ابو حسام الدين
لكم السؤال المطروح هنا ومع اجماعنا بعدم أخلاقيتها
ما الحل ؟
ما دمنا في مرحلة تاريخية أثبت فيها الشباب عن مواقفهم وقدراتهم وأصبح صوتهم مسموعا ألا يحق لهذا الشباب التدخل في هذه الأحزاب وتطهيرها حتى نستفيد من هذه الحركية ما دامت الاحزاب هي المجحرك الأساسي داخل البرلمان وفي المجالس
شكرا أخي خالد على الموضوع